خاص
في الشدائد يعلم المرء غلته من محبة الناس، فهي زاد الرجولة والغنى الحقيقي، فوقوف الناس إلى صفك في المصائب هو دليل على قدرك وقيمتك بينهم، ولا يوجد مصيبة أكبر من الموت.
لا زالت غمائم الحزن تخيم على بال وخاطر الدكتور بشار الحوامدة بوفاة والده المرحوم الاستاذ والتربوي طيب السمعة وصاحب السيرة الحسنة نعيم الحوامدة "أبو بشار"، فهذا الرجل المعلم صاحب الخلق الطيب وصاحب المآثر ورجل الاصلاح وحكيم عشائر الحوامدة، لم يكن إلا محباً للجميع وورث ذلك لأبنائه وبكره الدكتور بشار.
نستطيع التأكيد بأن الطوفان الذي هل على قاعات المدينة الرياضية للتعزية والمواساة بالاستاذ نعيم لم يكن إلا ترجمة لمحبة الناس للدكتور بشار، الذي وقف إلى جانب الكثيرين بغض النظر عن أي حسابات إلا أن الانصاف يقول بأن الحوامدة لم يترك سائلاً إلا وأجابه.
تدفقت أمواج المحبين يتقدمها رئيس الديوان الملكي العامر معالي يوسف العيسوي حاملاً تعازي جلالة الملك وولي عهده الأمين، ولم تكن تلك الأمواج إلا جامعة فقد حضر هؤلاء المحبين من كل صوب ومن كل طيف رؤساء دولة وأعيان ونواب ووزراء، حضر ابن البادية وابن المدينة والقرية والأهل في المخيم، مثلوا لون الطيف في المجتمع الأردني كاملاً، حضر صاحب الموقف وحضر المختلف فيه، حضر الجميع وغابت الحسابات فالاتفاق على أن لا خلاف في الود وهذا الرجل دوماً ودوداً.
بشار الحوامدة الرجل العصامي، اكتشف محبته ومكانته في قلوب الجميع، فمن أموا بيت العزاء من الأوساط السياسية والرياضية والثقافية والشيوخ وأبناء العشائر والمخيمات والبادية، وهذا الاجماع لا يمكن أن يأتي بسهولة فقد جاء بمحبة وعمل وسخاء وتواضع ...
تعازينا من جديد .. ولكن هذا المشهد من الزاوية الصغيرة كان يجب أن يسلط عليه الضوء ..وما وراء الحزن إلا محبة تشفي الغليل وتواسي اللحظات الصعبة ..